
الحرب اللعينة دمرت البنيات الأساسية وهناك عددا من البنوك خرجت عن الخدمة وجهودنا اثمرت في إعادة تشغيل فرعي كرري وسنجة وقريبا ود مدني
بنك الأسرة سيشهد في المرحلة المقبلة العمل بالنظام المصرفي التقني والمدير العام يبشر بتطبيق البنك الذي يسهل التعاملات المصرفية للعملاء
البنك رغم ما تعرض له من نهب لأصوله وممتلكاته ظل مستمرا في عمليات التمويل وفق الضوابط والأسس
حوار: هشام أحمد المصطفى “أبو هيام ”
تصوير: إبراهيم مدثر ـ محمد عوض
مقدمة الحلقة الأولى:ـ
في ظل تحديات اقتصادية خانقة وواقع معقد فرضته الحرب وتأثيراتها على البنية التحتية والقطاعات الإنتاجية في السودان، تبرز مؤسسات التمويل الأصغر كرافعة أساسية لصمود الفقراء وتعزيز التنمية المجتمعية ويأتي بنك الأسرة في مقدمة هذه المؤسسات بدوره الريادي وقيادته الواعية التي تحسن التعامل مع الأزمات وتضع مصلحة المواطن في سلم أولوياتها.
وفي هذا الحوار الخاص، نستضيف الأستاذ أحمد خليل زكريا، المدير العام لبنك الأسرة فرع الدامر، لنسلط الضوء على رؤية البنك في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة، وكيفية تعامله مع التحديات الناتجة عن الحرب إلى جانب التعرف على حجم الأثر الذي طال البنية التحتية لقطاعات التمويل، والجهود المبذولة لإعادة بناء الثقة ودفع عجلة التنمية في المجتمعات المستهدفة.
الأستاذ أحمد خليل، بخبرته العريضة في القطاع المالي والتنموي، يقود البنك برؤية إستراتيجية قائمة على الأمانة والنزاهة والشفافية، مما جعله نموذجا يتحذى في الالتزام المؤسسي والتخطيط المرن والاستجابة الذكية للمتغيرات.
في السطور التالية، نغوص في تفاصيل الأداء، نناقش العقبات، ونستكشف آفاق الحلول، من خلال هذا الحوار الشامل مع الرجل الذي يؤمن أن التمويل الأصغر ليس مجرد خدمة، بل رسالة تنموية وإنسانية تسعى لتغيير حياة الناس نحو الأفضل.. فالى مضابط الحوار:ـ
مرحبا بكم الأستاذ أحمد ونود أن نتحدث عن بنك الأسرة وما هي المجهودات التي ظلت تبذل من قبل الإدارة خدمة لقضايا المجتمع والمستفيدين من خدمات البنك؟
مرحبا بكم الإخوة في (صحيفة المسار) على زيارتكم لنا في داركم هنا في الدامر، ونحن سعداء أن تكون الدامر بالنسبة لنا أحد الخيارات المهمة لنا في رئاسة البنك، ونحن الآن قاربنا على العام الثاني وبحمد الله تعالى كل الأمور تسير بصورة طيبة جدا، وما قبل الحرب كان لدينا أربعة وأربعون فرعا وبعد الحرب ثلاثة وعشرون فرعا وما زلنا نقوم بتقديم الخدمات لكافة الشرائح الوسطية المعروفة، ونحن في بنك الأسرة جل الخدمات التي نقوم بتقديمها هي خدمات للمعاشين.
ولماذا الاهتمام بالمعاشين على وجه الخصوص؟
أنا دوما أكرر أن الإخوة المعاشين يمثلون عصب العمل بالنسبة للبنك وهم خط أحمر لأسباب بسيطة نسبة لأنهم منا وإلينا، والمعاشي معلوم هو كبير سن ونحن من الأشياء التي نفتخر بها في البنك ظل يخدم هذه الشريحة.
وماذا عن الجهود المبذولة لإعادة افتتاح الأفرع التي تدمرت بسبب الحرب اللعينة؟
حن عزمنا على مواصلة المسيرة في الأونة الأخيرة خلال الأشهر الماضية وبمباركة ومصادقة مجلس الإدارة كان بإعادة افتتاح ثلاثة أفرع والحمد لله رب العالمين في الفترة السابقة تم افتتاح فرع كرري وسنجة وهذه الأفرع ظلت تقوم بمباشرة أعمالها وتقديم خدماتها وخلال الأسبوعين المقبلين سيتم افتتاح فرع مدني وبالتالي تصبح عملية افتتاح الأفرع تسير بصورة جيدة.
دعنا السيد/ المدير العام نتعرف على سياسات البنك التمويلية في ظل الأوضاع الراهنة؟
حقيقة فيما يتعلق بعمليات التمويل رئاسة وإدارة البنك آلت على نفسها أن تستمر في دعمها وتقديم خدماتها، ونحن لم نتوقف خلال فترة الحرب بل دعمنا كل الشرائح بمختلف المنتجات المتعلقة بالتمويل المتاحة، أيضا لم يتوقف البنك وظل مستمرا في عمليات التمويل من خلال الأفرع التي كانت تعمل في فترة الحرب، وبحمد الله رب العالمين نحن نسير على خطط وبرامج طموحة، وقريبا سيتم استبدال النظام التنفيذي كي نتمكن من تقديم الخدمات المطلوبة كافة، وبإذن الله تعالى من ضمن الأشياء التي سنركز عليها هو التطبيق الذي يناسب جميع الشرائح، وأيضا سيكون في متناول الجميع هذه هي الخطة وسنستمر فيها بإذن الله تعالى.
دعنا السيد المدير العام نتعرف على مدى تأثيرات هذه الحرب اللعينة على البنية التحتية للبنك؟
شكرا على هذا السؤال، وأنا ذكرت أن ما قبل الحرب كان لدينا أربعة وأربعون فرعا وتقلصت إلى ثلاثة وعشرون فرعا وبالرغم من ذلك نحن لم نتوقف بل استمرينا من خلال رئاسة البنك في مدينة الدامر وعملنا بقدر الإمكان على تنفيذ الخطط والبرامج كافة ومن ضمنها تنفيذ الموازنات ونحن الآن نعمل فيها على قدم وساق وأهم شيء نحن خدماتنا وبما فيها شرائح المعاشين لم تتوقف وبإذن الله تعالى ستستمر والخطة القادمة في افتتاح الأفرع ستستمر أيضا كما ذكرت نحن قمنا بافتتاح فرعين في كل من سنجة وكرري، والآن فرع مدني في طور التأهيل لافتتاحه في الأيام المقبلة، عموما نحن لن نتوقف وسنستمر بالرغم من هذه الظروف ونسأل الله أن يوفق الجميع.
إذا ما هي الرؤية المستقبلية للبنك في ظل المرحلة المقبلة وما هو الدور الذي يمكن أن تضطلع به المصارف وبنك الأسرة لمجابهة التحديات المصرفية كافة؟
كما ذكرت لكم وبالرغم من التحديات التي تواجه البلاد والمصارف وبنك الأسرة لم يتوقف عن أداء دوره ورسالته، ولدينا خطة للمرحلة المقبلة وسنستمر في عمليات جذب الودائع المصرفية وبالتالي نستطيع أن نتوسع في عمليات التمويل خدمة للشرائح المجتمعية وبعد ما يتم اجتياز النظام المصرفي الجديد وهو النظام التقني بإذن الله سيتيح لنا هذا النظام جذب الودائع، حتى نحدث نقلة في الولاية وهناك طلبا في الودائع وهذا سيسهم في التوسعة في عمليات التمويل، وكما هو معلوم أن الشرائح المتقدمة كثيرة وسنستفيد من التمويل، وكما ذكرت لكم نحن لدينا كمية من المنتجات التمويلية التي تشمل التعليم والأسر المنتجة.
حدثنا عن مزايا التطبيق ومدى الاستفادة منه وما هي أهم الخدمات التي سيقدمها؟
لا بد أن نلغي الضوء على خدمات هذا التطبيق ونحن في حقيقة الأمر لدينا طموح عندما يتم تطبيق النظام الجديد سيفيد في نسبة البدائل وسيزيد وينصب في مصلحة الشرائح المستهدفة بإذن الله تعالى.
إذا السيد/ المدير العام لماذا اخترتم مدينة الدامر مقرا لرئاسة البنك؟
في الحقيقة هذا يعد من الأسئلة المهمة جدا، نحن أول ما اندلعت هذه الحرب اللعينة كنت أنا في سنجة نائبا للمدير العام وكان الأخ المدير العام في محلية الخوي وكنا نتواصل عبر الواتساب وبعض الوسائط المتاحة لكن عندما اندلعت هذه الحرب كانت لدينا بعض الخيارات في أن ننقل الإدارة التنفيذية إلى مدينة بورتسودان أو ود مدني وفي الحقيقة أنا طرحت ثلاثة خيارات الأول كان بورتسودان والثاني ود مدني ولأسباب كانت صراحة تتعلق بالامكانيات استبعدنا بورتسودان نسبة لعوامل التكلفة وانحصر الخيار ما بين ود مدني و الدامر ولحسن الحظ كانت لدينا مساحة في الدامر، والشيء الثاني الدامر مدينة آمنة ومستقرة وتم اختيار الدامر لدواع أمنية والشيء الثاني المساحة إضافة إلى توفير بعض المسائل الأمنية وأيضا منطقة الدامر تعد من مناطق الإنتاج وهي تعد منطقة اقتصادية واعدة جدا فكان اختيارنا لمدينة الدامر والحمد لله رب العالمين الإدارة العليا توفقت في الاستقرار داخل الدامر وسنستمر في مباشرة مهامنا حتى ننتقل إلى الخرطوم بإذن الله تعالى.
نختم هذه الحلقة الأولى السيد المدير العام بمعرفة دور البنك في المسؤولية المجتمعية ودعم المجهود الحربي وما قدمه؟
لا بد أن نحي مجهودات القوات المسلحة والمستنفرين والمجاهدين الذين يقبضون على الزناد ويحرسون الأرض والعرض، ونسأل الله أن يحقق الأمن والسلام والاستقرار على يد قواتنا المسلحة وهي تحارب في حرب الكرامة لردع هذه المليشيا القادمة التي نهبت ممتلكات الشعب ودمرت البلاد والنصر حليف القوات المسلحة، والبنك ظل في حقيقة الأمر في دعم متواصل للمجهود الحربي وأيضا لشرائح المجتمع والذين تضرروا من هذه الحرب اللعينة وقمنا في حقيقة الأمر بدورنا كاملا في إطار المسؤولية المجتمعية التي تقع على عاتقنا و لن نتوقف في دعم المجهود الحربي والمجتمع حتى نسهم بصورة واضحة في اصلاح ما دمرته الحرب.
نواصل في العدد القادم،،،